الخيط المشدود في شجرة السرو نازك الملائكة

منذ فترة وجيزة رحلت عنا نازك الملائكة، شاعرة العرب التي أثرت الشعر العربي في القرن العشرين بحلو الكلام. كان لها باع طويل في الشعر التقليدي ولكن طموحها كان كبيرا. لقد أرادت أن تبين أن جمال الشعر الحر لا يقل عن جمال الشعر الذي تعوده العرب على مر القرون. كتبت في الشعر الحر، فكانت رائدة فتحت بابه للكثيرين وسهلت عليهم التعبير عما يدور في مخيلتهم.

رحلت عنا ولكنها ما زالت معنا بروحها وبشعرها. أود هنا أن أقدم أحدى قصائدها التي كان لي شرف ترجمة مقاطع منها إلى اللغة الصربية، اللغة التي يعتز أهلها بأنها لغة شعر وأدب. أكتب جزءا منها أولا باللغة العربية، ترجمتها إلى اللغة الصربية:
القصيدة عنوانها:
الخيط المشدود في شجرة السرو
في سواد الشارع المظلم والصمت الأصم
حيث لا لون سوى لون الدياجي المدلهم
حيث يرخي شجر الدفلى أساه
فوق وجه الأرض ظلا
قصة حدثني صوت بها ثم اضمحلاَّ
وتلاشت في الدجى شفتاه

قصة الحب الذي يحسبه قلبك ماتا
وهو ما زال انفجارا وحياة
وغدا يعصرك الشوق إليا
وتناديني فتعيى
تضغط الذكرى على صدرك عبئا
من جنون، ثم لا تلمس شيئا
أي شيء، حلم، لفظ رقيق
أي شيء، ويناديك الطريق
فتفيق
ويراك الليل في الدرب وحيدا
تسأل الأمس البعيدا
أن تعودا
وأنا نفسي أراك
من مكاني الداكن الساجي البعيد
وأرى الحلم السعيد
خلف عينيك يناديني كسيرا
وترى البيت أخيرا
بيتنا، حيث التقينا
وترى البيت فتبقى لحظة دوت حراك:
"ها هو البيت كما كان، هناك
....
....